اليوم الدولي لرفض ختان الإناث

ختان الإناث (FGM) هو طقس يتم فيه قطع أو إزالة بعض أو كل الأعضاء التناسليّة الخارجية للإناث. يتم ممارسة هذه الطقوس في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وفي عدّة مجتمعات حول العالم حيث يعتبر ختان الإناث عادة شائعة.

تشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة من مختلف أنحاء العالم تعرّضن للختان، وحوالي 3 ملايين فتاة عرضة للختان سنوياً. ومعظم هؤلاء الفتيات تخضعن لهذا قبل بلوغهن سن الخامسة عشرة. ردًا على ذلك، خصّصت الأمم المتحدة يوم 6 فبراير 2021 ليكون “اليوم الدولي لرفض ختان الإناث“.

International Day of Zero Tolerance for Female Genital Mutilation

ما هو ختان الإناث؟

يشمل جميع الإجراءات التي تتضمن تعديلات أو إصابة أو إزالة أجزاء من الأعضاء التناسليّة الأنثويّة لأسباب غير طبيّة. يُعترف عالميًا كانتهاك لحقوق النساء والفتيات وسلامتهن وكرامتهن. تواجه الإناث اللواتي يخضعن لهذه الممارسات مخاطر عديدة قد تكون مضرّة لصحتهن، مثل: الشعور بالإزعاج الشديد والألم والنزيف الحاد والتهابات وصعوبات في التبول، ناهيك عن المشاكل طويلة الأمد في الجهاز التناسلي والصحة العقليّة.

يُنظر إليه على أنه عادة اجتماعيّة وثقافيّة في العديد من البلدان التي ينتشر بها، ويُعتبر جزءًا أساسيًا في تربية الفتاة لتهيئتها من أجل النضوج والزواج. بالنسبة لهذه الثقافات، يضاعف الختان من فرص زواج المرأة في حال تم إجراؤه، حيث يشيع في هذه المجتمعات بأن المرأة ستكون أقل ميلاً لممارسة الجنس قبل الزواج، كما تكون أقل ميلاً للخيانة في الزواج إذا تم تعديل أعضاؤها التناسليّة أو قطعها أو خياطتها. للأسف اللامبالاة الاجتماعيّة هي السبب في عدم اعتبار هذه الممارسة انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسيّة.

ختان الإناث

ناشطات تتصدّين لختان الإناث

جاها دوكوريه – غامبيا

أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 78.3% من الفتيات والنساء الغامبيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا قد خضعن للختان. 55% منهن دون سن الرابعة عندما تعرّضن له؛ 28% بين الخامسة والتاسعة، و7% بين العاشرة والرابعة عشر. تعرّضت جاها دوكوريه من غامبيا للختان عندما كانت في الأسبوع الأول من عمرها.

تبلغ جاها الآن 31 عامًا وتسافر حول العالم كمؤسِسة لمنظمة غير حكوميّة تُعرف باسم “أيدٍ أمينة للفتيات” لتنمية الوعي والتحرّك ضد ختان الإناث وزواج الأطفال. قالت جاها لمجلة “تايم”: “لا أريدهن أن يواجهن التحديات التي عايشتها، سواءً كان ذلك الزواج المبكر أو الختان. لا أريد لهن أن يعشن في الخوف، كما لا أريد لأي فتاة أن تشعر بأيّ من هذا.”

إفراح أحمد -الصومال

International Day of Zero Tolerance for Female Genital Mutilation

حياة إفراح هي من ألهمت صنّاع فيلم: “فتاة من مقديشو”. يروي الفيلم قصة فتاة تعرّضت للختان وكيف تأثرت به وانعكاسه على حياتها. كانت في الثامنة من عمرها عندما تم ختانها، وفي الخامسة عشرة عندما تعرّضت لاغتصاب الجماعي. لحسن الحظ، تمكنت من الهرب من الصومال إلى إيرلندا، حيثما بدأت حراكها ضد الختان . تشير الأمم المتحدة إلى إن 98% من الفتيات والنساء في الصومال قد خضعن لأشكال متعددة من الختان.

التخلّص من ختان الإناث بحلول عام 2030

من أجل وضع حد لختان نحتاج إلى عمل يتضمن: النقاش والمشاركة بين الأفراد والمجتمع؛ وضمان أمن وعلاج النساء الشابات؛ ووضع السياسات والتنظيم في الدول والمجتمعات على المستويين الوطني والدولي. إن القضاء على ختان الاناث أمر مصيري لتحقيق التغيير في حقوق النساء والصحة الجيدة والرفاهية والصحة العقليّة والأمومة.

 

أثرّ وباء كوفيد-19 الذي اجتاح العالم عام 2020 على الأطفال والنساء إلى حد كبير، مما جعل تحقيق هدف القضاء على الختان قيد الانتظار. ومن خلال مبادرتها المشتركة بين صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف، أطلقت الأمم المتحدة خطة عمل لضمان القضاء على ختان الإناث في الاستجابة الاقتصاديّة والاجتماعيّة وما بعد الأزمة.