بناء القدرات عن بعد

capacity building

 

أكمل قسم البرامج في الأكاديمية الإنسانيّة للتنمية (HAD) مؤخرًا مشروعًا يهدف إلى بناء القدرات المنظمات غير الحكوميّة المحليّة على التكيّف مع وضع كوفيد-19 الشاق في ثلاثة بلدان. وأسفر تنفيذ المشروع عن تعزيز قدرات 27 منظمة غير حكوميّة في البلدان الثلاثة، حيث شارك 335 موظفًا في أنشطة الإرشاد والتوجيه، وأقيم 117 نشاطًا لتعزيز القدرات، خلال 246 يومًا من التوجيه والتدريب.

capacity building

 

نطاق مشروع بناء القدرات

لقد كان نطاق المشروع بحد ذاته كبيرًا، لا سيما بالنظر إلى قصر الفترة الزمنيّة للمشروع، ولكن كان النهج المتبع ونتائج المشروع أكثر أهمية من ذلك.

بسبب الحجر الذي فرضه كوفيد-19، عزّز المشروع القدرات افتراضيًا باستخدام المنصات الإلكترونيّة والاتصالات الرقميّة.

كما أنه بدلًا من التدريب التقليدي، تضمن المشروع تحليلًا عميقًا للاحتياجات التنظيميّة مع كل من المنظمات غير الحكوميّة الـ 27، ومن ثم طوّر خطة تدريب وتوجيه مصممة خصيصًا لكل منظمة.

عمل قسم البرامج في الأكاديمية الإنسانيّة للتنمية (HAD) مع 17 خبيرًا في الموضوع ومدير مشروع إقليمي لكي يضمن أن محتوى ونهج التوجيه وبناء القدرات كان محددًا ومناسبًا لاحتياجات الجمعيات غير الحكوميّة.

بالإضافة إلى تطوير المهارات والمعرفة والفهم للجمعيات غير الحكوميّة عبر مجموعة متنوعة من المجالات الأساسيّة المختلفة، حقق المشروع أيضًا بعض النتائج غير المتوقعة ولكنها بناءة.

capacity building

 

نتائج مشروع بناء القدرات

مثلًا نتيجة للتوجيه والتدريب، اكتسبت الجمعيات غير الحكوميّة –إلى جانب المعرفة والمهارات-الثقة في قدرتها على مواجهة وباء كوفيد-19 والظروف الصعبة الأخرى.

أظهرت آراء الجمعيات غير الحكوميّة والموجهين أن الجمعيات الغير حكوميّة الآن قادرة على تطوير إجراءات وخطط جديدة للصمود واستدامة المؤسسات، وفهم أهمية تلك الإجراءات لاستمراريّة أعمالهم.

كما صار لديهم الثقة لتكييف تلك الإجراءات مع سياقات مختلفة على أثر نهج “التعلم بالممارسة” الذي اعتمده المشروع.

على أثر المشروع، حدث تحوّل فكري لدى الجمعيات غير الحكوميّة المحليّة، حيث انتقلت من التركيز على أعمالها في سياق التنمية إلى الإدراك المتزايد لأهمية الهياكل التنظيميّة لضمان استدامتها خلال أزمة كوفيد-19 الحاليّة.

لم تخض الجمعيات الكثير من التجارب في معالجة وتعزيز عملياتها التنظيميّة (بدلاً من قدراتها التقنّية) من قبل، وقد سمح هذا المشروع لها بالنظر بعيدًا عن أنشطتها اليوميّة إلى التفكير الاستراتيجي على المدى الطويل الذي سيمكّنها من الاستمرار خلال الأوقات الصعبة.

أدى التفاعل مع المشروع أيضًا إلى تحفيز الجمعيات للتفكير في كيفية التكيّف مع أزمة كوفيد-19 الحاليّة وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسيّة والدعم لمجتمعاتها.

على سبيل المثال، ذكر أحد المشاركين: “بسبب كوفيد… تراجعت التمويلات والمساعدات الماليّة المقدّمة لسوريا من الدول الأخرى، وهذا صعب للغاية… كانت عملية تعبئة الموارد [التدريب/التوجيه] ضرورية جدًا، إنه مفهوم جديد بالنسبة لنا، وساعدنا على التفكير بطرق مبتكرة… كما أن موضوع كوفيد-19 كان مهمًا، وتعلمنا كيفية إضافة أنشطة كوفيد-19 إلى الميزانيّة بطرق جديدة”.

بعد هذا المشروع، ستبحث HAD في إمكانيّة تنفيذ المزيد من مشاريع تعزيز القدرات في اليمن والمنطقة بشكل عام.

واحدة من النقاط الرئيسيّة التي تم التوصل إليها من خلال المشروع هي أنه، بالرغم من أن هذا المشروع قد ساهم إلى حد ما في معالجة ضعف القدرات، إلا أن هناك احتياجات هامة لدى الجمعيات غير الحكوميّة المحليّة لضمان استمرارها في بناء ودعم وتطوير مجتمعاتها.

تم تمويل هذا المشروع من خلال صندوق H2H Network’s H2H، الذي يتلقى دعمًا من المساعدات البريطانية التابعة لحكومتها. يمكنكم معرفة مزيد من المعلومات حول المشروع هنا.

كتبته الدكتورة فانيسا ماليلا

مسؤولة البحث والتطوير