بناء قدرات المنظمات غير الحكومية المحلية في اليمن

عبر توظيف خبرتنا في تقديم مشاريع بناء القدرات في المناطق المتضرّرة من النزاع، شرعت HAD مؤخرًا تنفيذ مشروع بناء القدرات في جنوب اليمن. سيستهدف المشروع الجمعيّات غير الحكوميّة المحليّة في جنوب اليمن وسيهدف إلى تقديم خدمات بناء القدرات من خلال تقديم برامج تدريب وإرشاد في مجالات التخطيط الاستراتيجي والإدارة، وإدارة البرامج وجودتها، وعلاقات المانحين والشراكات والإدارة الماليّة. بسبب الوضع الراهن الذي فرضه كوفيد-19، ستُجرى جميع التدريبات افتراضيًا في هذه المرحلة.

تحليل احتياجات التدريب

جزء رئيسي من عملية بناء القدرات يتمثّل في إجراء تحليل لاحتياجات التدريب للجمعيات غير الحكوميّة في جنوب اليمن. هذا كله بهدف اكتساب فهم واضح لاحتياجات التدريب للجمعيات المحليّة، مع التركيز بشكل خاص على مواضيع مثل: حل النزاعات، بناء السلام، تقديم الاقتراحات، تعبئة الموارد، إدارة الموارد البشريّة، إدارة المشاريع والإدارة الماليّة. يساهم التحليل بتحديد الأولويات في أكثر المواضيع المطلوبة للتدريب وتوفير التدريب والتوجيه الكافي ضمن المنطقة. الغاية من المشروع هي تعزيز قدرة الجمعيات غير الحكوميّة المشاركة على الاستجابة لاحتياجات الأشخاص المتضرّرين من الحرب في اليمن.

اليمن

تواجه اليمن أزمة مؤلمة وصعوبات تتزايد يومًا بعد يوم. عندما تحدث المدير التنفيذي لمنظمة الإغاثة الإسلاميّة حول العالم، ناصر حاج حامد، عن مبادرة حديثة في اليمن، قال “أسوأ أزمة إنسانيّة في العالم تتفاقم أمام أعيننا. نشهد دورة مفرغة من العنف والفقر المدقع والجوع الذي لم نستطع ببساطة هزمه”.

بعض الإحصائيات الواضحة التي تسلط الضوء على الأزمة:

• • 8 من كل 10 يمنيين بحاجة إلى مساعدة إنسانية أو حماية

• •  5 ملايين يمني مشردون

• •  20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي

• • ما يقرب من 18 مليون يمني يفتقرون إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي

بسبب الحرب الأهليّة المستمرة، يكابد اليمن أكبر أزمة إنسانيّة في العالم. منذ بدء الحرب الأهليّة في عام 2014، شهدت الأسر اليمنيّة تراجعًا في مدخولها بينما ترتفع الأسعار ويزداد التضخم. في 26 سبتمبر 2019، قال ممثل ألمانيا لدى الأمم المتحدة: “ما لم يتم حل الوضع، سنرى اليمن يضمحل أمام أعيننا“.

المنظمات غير الحكومية في اليمن

على الرغم من هذا، تحجب الإحصاءات دور الجمعيات المحليّة غير الحكوميّة والمجتمعات المحليّة في التصدي للظروف ومواصلة مواجهة التحديات. تأمل HAD أن تؤدي أفضل دورٍ في دعم الجمعيات المحليّة للعمل في قطاعات رئيسيّة مثل المياه والصرف الصحي والمأوى والغذاء والأمن والتعليم والحماية، وأن تستجيب من خلال هذا لاحتياجات مجتمعاتهم والمعنيين بالأمر.

سيمكّن تعزيز قدرات الجمعيات المحليّة من استعادة سبل كسب الرزق في جنوب اليمن، وتنسيق الأنشطة الإنسانيّة، والمساهمة في منع تكرار الأزمات، وتهيئة الظروف للتنمية المستقبليّة، وزيادة قدرتها على تقديم المساعدة الإنسانيّة للمحتاجين، ومضاعفة جهود الانتعاش المبكر والتنمية بطرق مراعية للنزاع.

سيدعم المشروع 38 جمعيّة غير حكوميّة لتكون أكثر كفاءة وفعالية في تصميم وتنفيذ المشاريع الإنسانيّة، وضمان استيفائها المعايير الإنسانيّة العالية. عيّن المشروع الجمعيّات غير الحكوميّة الأنسب لإدراجها في أنشطته من خلال معايير محددة، وسيتم التركيز على الجمعيّات التي تخدم الفئات المهّمشة والضعيفة، للاستجابة بشكل أفضل للأزمة الحالية وتهيئتها لتقديم خدمات إنسانيّة متخصصة ضمن مجتمعاتها. سيتم تداول تسعة عشر موضوع تدريبي على مدار عدّة أسابيع، تستهدف أكثر من 370 موظفًا في الجمعيّات غير الحكوميّة المدرجة الذين سيشاركون افتراضيًا في التدريب والإرشاد المخصص للموضوعات.